عودة النجوم- أوتافيو، لابورت وقصص لاعبين تحدوا الاستبعاد في النصر

يسير النجم البرتغالي المتألق أوتافيو مونتيرو، ورفيقه المدافع الإسباني الصلب إيمريك لابورت، لاعبا الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، على درب العديد من اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم خارج حسابات مدربيهم، قبل أن يعودوا بقوة ويثبتوا جدارتهم، على غرار البرازيلي المشاكس بيتروس، والمقدوني العنيد إزجان أليوسكي، والكاميروني المخضرم صامويل إيتو، وغيرهم من النجوم اللامعة.
فقد فاجأ المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، المدير الفني لنادي النصر، الجميع باستبعاد كلًّا من أوتافيو ولابورت من معسكر الفريق المقام في النمسا، قبل أن يعود الثنائي وينضما إلى المرحلة الثانية الحاسمة من المعسكر التدريبي للفريق النصراوي، التي أقيمت في البرتغال.
ولم تكن هذه المفاجأة الأولى من نوعها في عالم النصر، ففي الماضي القريب، وجد البرازيلي بيتروس، لاعب خط الوسط الذي كان يعتمد عليه الفريق، نفسه خارج حسابات النادي بشكل قاطع في مطلع شهر أكتوبر من عام 2020، وذلك بناءً على توصية من المدرب البرتغالي روي فيتوريا، الذي كان يقود النصر في ذلك الوقت، وكان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من مغادرة أسوار النادي، إلا أنه عاد في نهاية المطاف ليشارك بشكل أساسي ورسمي في مباريات الفريق في شهر أكتوبر من العام نفسه.
وبمجرد عودته الميمونة، قاد بيتروس كتيبة النصر لتحقيق فوز ثمين على الأهلي بنتيجة 2ـ1، في مباراة نصف نهائي كأس الملك التي جمعت الفريقين في 27 أكتوبر 2020، حيث سجَّل هدفًا حاسمًا قاد النصر إلى نهائي البطولة، قبل أن يخسر الفريق بصعوبة أمام الهلال في المباراة النهائية بنتيجة 1ـ2.
واستمر بيتروس في تقديم مستويات رائعة بقميص النصر خلال موسم 2020ـ2021، حيث شارك في 36 مباراة في مختلف المسابقات، قبل أن يعود النصر ويُسقط اسم بيتروس من حساباته بشكل نهائي في شهر أكتوبر من عام 2021، لينتقل بعدها بفترة قصيرة إلى صفوف فريق الفتح في شهر يناير من عام 2022، في صفقة انتقال حر خلال فترة الانتقالات الشتوية.
ولم يغادر بيتروس الملاعب السعودية بعد ذلك، حيث انتقل إلى صفوف نادي نيوم، ثم إلى فريق الأخدود في صيف عام 2024، حيث شارك بفعالية خلال الموسم الماضي في صفوفه، وقدم أداءً لافتًا، قبل أن يجدد عقده مع النادي مؤخرًا حتى صيف عام 2026.
وفي النادي الأهلي، كانت آخر مشاركة للمقدوني إزجان أليوسكي مع الفريق في المسابقات المحلية في 29 أغسطس 2023، عندما واجه فريق الطائي في إطار منافسات دوري المحترفين، قبل أن يقضي بقية منافسات موسم 2023ـ2024 خارج القائمة تمامًا، وذلك بعدما استكمل النادي العدد المسموح به من اللاعبين الأجانب بلاعبين آخرين، ولم ينتقل اللاعب إلى أي فريق آخر، حتى على سبيل الإعارة.
وفي موسم 2024ـ2025، استمر أليوسكي في صفوف الفريق الأهلاوي، وظل خارج القائمة المحلية، إلا أنه شارك في المنافسات القارية مع الأهلي في مسابقة دوري أبطال آسيا، وعلى نفس المنوال، تم إسقاط اسم زميله البرازيلي روبرتو فيرمينو من القائمة المحلية، لكنه بقي ضمن القائمة الآسيوية، وشارك الثنائي بفاعلية في مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة ضمن العناصر الأساسية للفريق، عندما حقق الفريق الأهلاوي اللقب الغالي بعد الفوز في المباراة النهائية على كاواساكي الياباني بهدفين نظيفين.
وتزخر الملاعب الأوروبية بقصص مماثلة، ففي صيف عام 2008، اتخذ الإسباني بيب جوارديولا قرارًا جريئًا فور توليه القيادة الفنية لنادي برشلونة، حيث قرر الاستغناء عن خدمات الثلاثي اللامع رونالدينيو، وأندرسون ديكو، وصامويل إيتو، معللاً ذلك بعدم حاجته إلى قدراتهم الفنية في خططه المستقبلية.
وبالفعل، رحل النجمان رونالدينيو وديكو عن صفوف برشلونة بقرار حاسم من بيب جوارديولا في ذلك الوقت، إلا أن إدارة برشلونة تمسكت ببقاء الكاميروني صامويل إيتو، الذي رفض الرحيل في البداية، بالإضافة إلى عدم قدرة النادي على التعاقد مع مهاجم بديل في ذلك التوقيت، وهو الأمر الذي أجبر جوارديولا على الموافقة والإبقاء على إيتو في صفوف الفريق لموسم إضافي.
ولم يخيب إيتو ظن إدارة النادي، حيث قدَّم أداءً استثنائيًا، وسجَّل 36 هدفًا، وصنع 7 أهداف أخرى خلال منافسات موسم 2008ـ2009، وتُوِّج مع برشلونة بالثلاثية التاريخية، بعد الفوز بلقب الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، كما سجَّل هدفًا حاسمًا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد، حين فاز البارشا بنتيجة 2ـ0، قبل أن ينتقل في صيف عام 2009 إلى إنتر ميلان الإيطالي، بعد تعاقد النادي الكاتالوني مع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
وفي مانشستر يونايتد الإنجليزي، نشب خلاف حاد بين اللاعب الإنجليزي جادون سانشو والمدرب الهولندي إيريك تين هاج، الذي كان يقود الفريق في ذلك الوقت، ليتم استبعاد اللاعب تمامًا من المشاركة مع الفريق، بعد أن هاجم المدرب علنًا في تصريحات إعلامية، وذلك عقب خسارة اليونايتد أمام أرسنال بنتيجة 1ـ3 في شهر سبتمبر من عام 2023.
وتم إيقاف اللاعب بشكل رسمي قبل السماح له بالعودة إلى التدريبات، إلا أنه لم يتمكن من إقناع المدرب أو إدارة النادي بمستواه، ليغيب عن 16 مباراة متتالية في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى صفوف بوروسيا دورتموند الألماني في شهر يناير من عام 2024.
وبعد رحيله عن صفوف مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة، استعاد سانشو بريقه وتألقه مع دورتموند، حيث سجَّل 3 أهداف وصنع مثلها في بطولتي الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، وقاد الفريق ببسالة للتأهل إلى المباراة النهائية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل أن يخسر الفريق في اللقاء الحاسم أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 0ـ2.